الانطباع الأول هو الأساس.. وهذه أبرز نصائحه

 أن الانطباع الأول هو الأساس لترك الصورة التي تود أن تطبعها بعقول الآخرين

ما أهمية الانطباع الأول؟

في معظم الحالات، يتاح لك فرصة واحدة لتسويق ذاتك أو منتجك، سواء كنت في مؤتمر، أو اجتماع مع ناس لأول مرة، أو أنك تبيع منتًجا لزبون محتمل، يجب أن تركز على كيفية عرض ذاتك بأفضل طريقة ممكنة خصوصا من خلال استخدامك لوضعيات الجسد المناسبة

هل يوجد هناك علم وراء ذلك؟

بالحقيقة، الناس أذكياء بتقصي المشاعر من خلال لغة الجسد، هل تعلم أن في30 ثانية فقط من حديث اثنين سوياً يصدران أكثر من800 إشارة غير لفظية؟ حتى لو كنت تتكلم ببلاغة، فإذا لغة جسدك لم تكن مناسبة فلن تترك الانطباع الجيد، وهذا لأن الإشارات غير اللفظية مؤثرة أكثر بـ 12إلى13 مرة من الكلمات المصاحبة لها

نعم….فإن طريقة دخولك للمكان، والجمل الافتتاحية، والتسليم باليد، وهندامك، وطريقة المحادثة، وإنهاءك للحديث، جميعها أجزاء ضرورية للانطباع الأول. لغة جسدك الصحيحة تعكس ما إذا كنت هادًئا أو واثًقا أو متمكًنا من ذاتك. في حالات العمل، فهي تساعدك في البيع، وجذب الناس للعمل معك، سواء كنت تريد أن تزيد الأثر في حياتك العملية أو الاجتماعية، يجب أن تترك انطباعا أولًّيا مهًّما، فنحن البشر نحكم على الناس من أول ثواٍن نلتقي بها بالشخص، وعلى الغالب رأينا به لا يتغير

النصائح التي يمكن أن تترك انطباع أول جيد

أوًلا: قبل ذهابك للاجتماع، ضع هدفك من الذهاب لهذا الإجتماع، أو المؤتمر، أو أي حدث كان. هل أريد أن أعمل صفقات عمل؟ أو فقط أريد تغيير جو؟ أو أريد أن أعرف عن نفسي ووجودي؟ من هم الحضور؟ من هو المضيف؟ يجب أن توضح لنفسك هدفك للذهاب، توضيح هدفك يساعدك على معرفة الطريقة المناسبة لعرضك لنفسك

ثانًيا: التسليم باليد – لا تكن اليدين مبللة بالعرق، فهي تدل على التوتر، ولا تهز اليدين كثيراً فهي تدل على الضعف. كذلك تجنب التسليم بأطراف الأصابع لأنها طريقة سيئة جًدا، فهي تُترجم  بالبرود وعدم الاكتراث، كما أنه لا يجب التحسس خلال التسليم فهي تدل على الغزل، سلم بثقة واهتمام

ثالًثا: قف وقفة الواثق من نفسه:لا تحني أكتافك، ولا تخفض رأسك، ولا تحدب ظهرك ولا تخفي يديك، فجميعها تعكس عدم الثقة بالنفس بل أظهر يديك، مثًلا، ضعهما على جانبك، وانصب قامتك وافتح صدرك، وارِخ كتفيك، ورأسك مرتفع، قف وقفة الواثق والمتمكن من ذاته.

رابًعا: تأكد من التخلص من سلبية يومك قبل الذهاب للحدث، فمن السهل على الآخر أن يقرأ مزاجك، وهذا يعكس على حديثك معهم، وبالتالي يترك انطباًعا سيًئا عنك

خامًسا: هندامك يعكس شخصيتك، انتبه للألوان والحلي والنظافة، عدم تقليم أظافرك تقول الكثير عنك، البس اللباس المناسب للحدث، فمثًلا، الساعة تقول الكثير عن الرجل، والشنطة تقول الكثير عن المرأة، والألوان تعكس مزاجك وشخصيتك، فمثًلا الأحمر يدل عل الشغف، والبرتقالي على النشاط والحيوية، إنما الأزرق على الهدوء والتركيز، وهكذا

سادًسا: احرص على أن تقف وقدماك متجهتان نحو الشخص الآخر لتدل على كامل انتباهك واهتمامك به، القدمان المفتوحتان خارج الحلقة تدل على أنك مفتوح للحديث مع آخرين، وليس بكامل تركيزك مع الشخص المقابل

سابًعا: أبهر الآخرين بجملك الافتتاحية، وطريقة تقديمك لكارتك الشخصي، وحديثك، وكيفية إنهاء الحديث

ما هي الجمل الإفتتاحية القوية التي يمكن من خلالها تقديمك لشخصك؟ أبسط جمله للبدء هي: مرحبا، كيف حالك…أنا فلان. – لا تعرف نفسك بأن تقول: اسمي فلان أبًدا أبًدا، فهذا يعكس شخصية غير واثقة – قم خلال الحديث استخدام جمل الكاريزما التي تجعل المقابل يخبرك عن نفسه دون أن يشعر – لا تقول له: ما هي الأخبار؟ إطلاًقا، فهذه جملة غيرُمحفزة.  مثًلا اسأله: ما هو شغفك بعملك؟ وتستطيع أن تعمق أكثر بالحديث لاحًقا، كأن تسأله: ما هي رسالتك التي تحملها من خلال عملك؟ واحرص أن تبهره بحديثك لتراه يرفع حاجبيه بانبهار، فهذا يدل على اهتمامه بما تقول، كما أخبره قصة قصيرة تهمه، ولكن احرص على أن لا تكن نرجسًيا بالحديث، ومن ثم اسأله عن قصة تخصه، ليكون النقاش به كلام واستماع عادلين

أضف إلى ذلك، من الضروري أن تجعل الطرف الآخر يشعر بأنه ذو قيمة خلال حديثك، لأنه علمًيا، إذا كنت تستطيع أن تجعل شخصا ما يشعر بأهميته من خلال حديثك معه، فإنك سوف تكون جذاًبا ومثيرا بالنسبة له، كذلك كن متجاوًبا بالحديث. مثًلا إذا الطرف الآخر سألك من أي مدينة أنت، جاوبه، ومن ثم اسأله، وأنت؟

 

وفي نهاية الحديث من قبل الشخص المقابل تواصل معه بالعيون، وهز برأسك3 هزات خفيفة كأن تقول له أكمل حديثك، فهذا يعمق الحديث بينكم أكثر

كيف لنا أن ننهي الحديث بلباقة؟ حّول محور الحديث من الحاضر للمستقبل، كأن تقول: ماذا تنوي أن تعمل اليوم؟ أو دعنا نلتقي الأسبوع القادم.

كم كان مهماً تفكيري الإيجابي ومعرفتي لكيفية التواصل الصحيحة

كنت في الفصل القبل الأخير من دراستي للماجستير في الولايات المتحدة عندما علمت أن ابني الصغير يحتاجني كثيرا، مما سيرغمني أن أقطع دراستي كاملة لأتفرغ له. وقتها توجهت لبروفيسور كيتيرير – كفيلي وأخبرته القصة، واقترحت أن أكمل هذا الفصل عن بُعد، وأن باستطاعتي تقديم عروضي وفروضي عن طريق فيديوهات مصوّرة، فنصحني بأن أتكلم مع عميدة الكلية صاحبة الشخصية القوية، وصعبة الإقناع، وقال: “عبير، أدعو لك من كل قلبي، فالدكتورة كلارك لا يمكن أن تقتنع بهكذا فكرة”. فطبعاً كلامه أقلقني، ولكن ثقتي بالله وايماني ويقيني بأن الله سيساعدني جعلني لا أفقد الأمل، فقررت أن اجرب إقناعها. انشغلت كثيرا بتحضير ماذا سأقول لها، استغرقني التفكير عدة ليالي

وفجأة، في فجر أحد الأيام وانا ادعو الله، اكتشفت بأنني كنت طوال الفترة أركز كثيرا على ماذا سأقول لها ناسية أهمية كيف سأوصل قصتي وفكرتي لها. وتكشّف أمامي ما علي فعله تماما لأحقق هدفي. فاستجمعتُ قواي وكلي يقين بأنني سأنجح. توجهتُ أولاً لبروفيسوري المادتين التي سجّلتهم لذلك الفصل، واقنعتهم بفكرتي، بل وعرضوا علي مساعدتي بإقناع العميدة. وعندما حان موعد مقابلتي مع العميدة، كنت جاهزة تماما بماهية الرسالة وكيف سأوصلها لها، وأهمها الصدق، وأن أكون حقيقية وأصيلة وثابتة وواثقة، مما جعلها لا يسعها الا أن توافق على طلبي. وأذكر تماما كلمة البروفيسيور كفيلي: “عبير، كيف سحرتها؟ لا أصدق أنك استطعتي إقناع دكتورة كلارك بهكذا فكرة، هذا شيء شبه مستحيل”. قلت له: دكتور، ذهبت لمقابلتها وانا واثقة بأنها ستوافق، كنت مليئة بالإيجابية، فلم أركز على ما أود قوله بالقدر الذي ركزت فيه على تفسير ما أود قوله بعبارات قوية فعالة، وكيف سأقولها لأجعلها تعيش وضعي معي، وصلتها ذبذباتي الصادقة وشغفي للتعليم

ما أزال أؤمن أن بإمكاننا الحصول على ما نريد حتى مع أصعب أنواع البشر، فقط من خلال التعمق بالتواصل الحرفي الفعّال. وكلما تعمّقت أكثر بهذا المجال، كلما تأكدت بأن مهما تكن رسالتنا سامية ومهمة، ولدينا جميع المهارات التقنية المطلوبة لتنفيذها، فلا نستطيع تحقيقها الّا عن طريق التفكير الإيجابي فالتواصل الحرفي الفعّال