تحلّى بابتسامة صادقة من القلب

:كيف يمكن للإبتسامة أن تؤثر على الثقة بالنفس: بناء علاقات صحية بمواقف إيجابية

جميع الناس لديها احتياجات في العقل اللاواعي العميق، وأعمقها الحاجة للآخرين، والحاجة العاطفية الأساسية للإنسان هي تقدير الذات والثقة بالنفس. وهذا للحفاظ على علاقات صحية وإحترام متبادل. وأكثر شيء نحتاج اليه هو أن نشعر بالأهمية. وهناك طريقة هامة لتلبية هذه الحاجة العميقة في العقل اللاواعي لإحترام وتقدير الذات هو الشعور بالقبول من الآخرين

العلاقات الصحية واحترام وتقدير الذات

يقول علماء الإجتماع إن عدم القبول أو الرفض من الأفراد أو الجماعات، هو السبب الرئيسي لكثير من المشاكل مع الجماعات الساخطة في مجتمعنا. الكثير من السلوكيات المعادية في المجتمع هدفها الحصول بطريقة أو بأخرى على قبول الناس الذين يشعرون بأنهم لا يتقبلونهم كما هم

علاقات صحية، وهذا هو ما يسعى اليه الجميع. الجميع يريد أن يكون محبوباً ومقبولاً تماما بشخصيته الحالية

إذا كان كل ما تفعله هو التعبير باستمرار عن القبول الغير المشروط لكل شخص تلتقيه، سواء في المنزل أو في مكان العمل، قريبا ستكون واحداً من الأكثر شعبية في العالم الذي تعيش فيه. وكيف يمكنك التعبير عن القبول غير المشروط؟ ببساطة، بالتحلي بابتسامة صادقة تخرج من القلب

التحلي بابتسامة صادقة

هذه النصيحة الهامة وهي بنفس أهمية وضع أهداف ذكية لخلق حياة سعيدة

هل تعلم أن الإبتسامة تُشغل 12عضلة إنما العبوس يُشغل 113 عضلة؟

عندما تبتسم لشخص آخر إبتسامة حقيقية دافئة، فإنك تخبر هذا الشخص بأنه جذاب، مُمتع، قابل للشفاء، آمن في تقديرك له. ابتسامة واحدة قوية لدرجة أنها يمكن أن تحول في كثير من الأحيان شخص تقديره لذاته منخفض لشخص تقديره لذاته مرتفع. وبإمكانك أن تحوله من سلبي المواقف إلى إنسان إيجابي المواقف

فعالية الإبتسامة قوية، إن العديد من حالات الزواج قد بدأت بإبتسامة واحدة مشتركة. سمعت عن القول: “عندما تلتقي أعيننا، ونحن سوياً يعرفون أننا لبعضنا البعض

كل صباح، عندما تأتي إلى العمل، “تجوّل بين زملائك” – إذهب إلى كل شخص من فريقك وابتسم له بطبيعية، واسأله كيف أنت. خذ بضع اللحظات للإستماع إليه بصبر وأنت مُبتسم بينما هو يُحدثك عن ذاته. وأنت تنتقل من شخص إلى آخر كضوء المصباح، فإنك ستضيء حياة كل من تمر عليه، وتجعله هو بدوره يبتسم، ويشعر بالسعادة كونه معك في هذا العمل. عندما تبتسم وأنت تتجول بين الزملاء، بالضبط كأنك تضغط على زرار مكنونانتهم مشغلا أفكارهم وسلوكياتهم الإيجابية، سيبدؤون بالعمل بمستوى أفضل بسبب ارتفاع ثقتهم بأنفسهم

العائد الكبير

هناك مكافأة كبيرة لك عندما تبتسم للناس

عندما تبتسم لشخص آخر، فإن النظام الكيميائي الحيوي للجسم يُطلق هرمون الإندورفين في الدماغ. الإندورفين هو “هورمون إدمان السعادة.” إنه يجعلك تشعر بالسعادة ويرفع ثقتك بنفسك. عندما تبتسم، فإنك تشعر وتتصرف بطريقة أكثر خصوصية مع جميع من حولك، وتجلب لهم شعور إيجابي جميل. الناس الأكثر شعبية وتأثيرا في معظم الحالات هم الناس الذين يبتسمون بصدق للآخرين عندما يلتقون بهم ويحيوهم. الإبتسامة هي إحدى الأساليب الفعّالة للعمل ضمن فريق ناجح

في كل مرة تبتسم فيها، فإنك لا تجعل الأشخاص الآخرين يشعرون بأنفسهم فحسب، بل ترفع تقديرك للذات وثقتك بنفسك، وتزيد من مستوى موقفك الإيجابي وتشعر بنفسك بشكل أفضل. سوف تبدأ في بناء علاقات صحية مع كل من حولك. كل ما يتطلبه الأمر، هو قرار متعمد منك أن تبتسم للذين حولك، وأن تُعرب لهم بأنك سعيد لرؤيتهم حقاً. عكس الإبتسام هو السلبية. تخيّل بأنك تتجول في المكتب وهناك نظرة سلبية على وجهك. فلأن الجميع يأخذ كل شيء شخصي، فإذا كنت سلبياً لأي سبب من الأسباب، كل من موظفيك سيتساءل إذا كان هناك شيئاً قد فعله ضايقك. وهنا أصبحوا مشغولين بمزاجك. مما سيؤدي إلى إبطاء عملهم وتوقف إبداعهم. إذا كنت سلبياً بسبب ألم أسنانك، فالآخرين لا يعرفون هذا، فسيفترضون أنهم فعلوا شيئا خاطئاً مما أثار مضايقتك

الحفاظ على موقف إيجابي

من اليوم فصاعدا، قرر أنك كل صباح ستبتسم لكل شخص تلتقي به في مكان العمل، وخاصة في دائرتك. تجوًّل وحييهم واسأل عنهم. اجعلهم يرغبون بالمجيء للعمل. تعامل معهم وأنت متصالح مع ذاتك. تعامل معهم كما لو كان عملهم أساسياً لنجاحك في القيام بعملك. تصرف بإيجابية وحُب مع ذاتك ومع الجميع

كيف تتغلب على الخجل

إذا كنت تعاني من الخجل، فكم يستفزك عندما شخص يتبرع ويقول – “كل ما عليك  عمله هو أن تثق بنفسك وتخرج وتتحدث مع الناس”، كما يُقال لك أحيانا – ما عليك الا بناء ثقتك بنفسك

قد يكونون على حق، ولكن يبقى السؤال هنا، كيف سأتحدث بثقة مع الناس وأنا بمجرد التفكير بالقيام بذلك انصب عرقاً؟ ما لا يفهمه هؤلاء الناس، هو ان التخلص من الخجل ربما يلازمك لسنين طويلة، فلن تستطيع التخلص منه فورا وكأنه سحر فقط بمجرد قولهم افعل هذا أو ذاك

النصائح التي سأقدمها لك هنا هي للتغلب على الخجل والقلق عندما تكون بين الناس. ولكنني سأكون صادقة معك، فهي ليست بسحر، تحتاج الى ممارسة وتدريب، كل تغيير يأخذ وقته الى أن يصبح من طبيعتك

:٧ نصائح للتغلب على القلق والخجل

١. اعترف بخوفك

إذا رحبت بهذا الفتى الصغير السيئ وهو “الخوف”، فسوف تلاحظ أنه أصغر بكثير مما كنت تتخيل. الق نظرة فاحصة عليه، وطور بعض الوعي حول الطبقات المختلفة لهذا الخوف. إذا كنت خائفا من الإختلاط بالمجتمع، اسأل نفسك ما الذي وراء هذا الخوف. هل أنت خائف من الحكم عليك أو السخر منك؟ أم أن الخوف الأساسي الحقيقي له علاقة بالرفض؟

٢. اعط نفسك دافعا أكبر

إذا كنت تريد أن تفعل شيئًا وغير مريح وموتراً لك، فمن الأفضل أن تعطي عقلك مكافأة مجدية للحفاظ على دوافعه. في كثير من الأحيان، وخاصة بالنسبة للانطوائيين، فإن هدف أن تكون محبوبًا أو ذو شعبية، ببساطة ليس سبباً كافيًا لإخراجك من المنزل والتحدث مع أشخاص جدد 

من المهم جدا أن تفكر في الدافع الرائع اللامع الكبير الذي ستحصل عليه عندما تخرج للحياة الاجتماعية، ويدعك تعي بأنه من المهم جدا أن تتغلب على القلق والخجل.

ربما، الدافع الأكبر هو أنه لا يمكنك تحمل ألم فكرة الوحدة بعد الآن، وتعرف أنك بحاجة إلى مزيد من التواصل مع الآخرين بحياتك. من المهم أن تعترف بالألم، لأن ذلك سيساعدك على المضي قدمًا لتتخلص من الانزعاج.

٣. تصغير الناقد الداخلي الذي بداخلك

هل سبق لك أن تحدثت عن نفسك عندما تريد الاقتراب من شخص جديد بقول أشياء مثل…

لن ترغب في التحدث معي، فأنا ممل

هذا سخيف، لن أتغير أبداً، فلماذا تزعج نفسك؟

كيف سيعجب بي أحداً وأنا لا أعجب بنفسي؟

من الممكن للناقد الداخلي أن يكون رعشة حقيقية. هنا نظرة سريعة لجعله يصمت لبعض الوقت

في المرة التالية التي يظهر فيها الصوت النقدي بداخلك، تخيل بأنه أصبح فأراً حقيراً وذو نبرة عالية. الآن التقط هذا الفأر الصغير المزعج من الذيل، وألقه خارج الباب. إذا حاول هذا الفأر العودة، فذكره بأنك أكبر منه بكثير، وأنه من الأفضل له أن يغلق فمه الصغير والّا

٤. تطبيق “الثقة الظرفية” على المواقف الجديدة

معظم الناس لديهم ما يسمى “الثقة الظرفية”. هذا يعني أن لديهم ثقة في مجال معين في حياتهم، مثل العمل، أو الرياضة، لكنهم يفتقرون إلى الثقة في مجالات أخرى. إذا كنت شخصا خجولًا اجتماعيًا وتخاف من أن تكون لديك ثقة أقل في اللقاءات الاجتماعية غير المنظمة. ومع ذلك، قد غاب عن بالك هو أنك ربما تتمتع بمستوى معتدل من الثقة في مجال أخر. ربما، أنت محترف في الكتابة، أو القراءة، أو لعب كرة القدم، أو التنظيم. أو ربما تتفوق في وظيفتك

فكر في الطرق التي يمكنك من خلالها تحقيق الثقة الظرفية عندما تكون في سياقات اجتماعية أخرى. اذهب إلى الأماكن التي يمكنك فيها التألق والتواصل مع الآخرين من خلال مواهبك ونقاط قوتك

٥. اقرأ بصوت عال قبل مغادرة المنزل

إذا واجهتك مشكلة في التحدث إلى أشخاص جدد، فاحصل على قوة من خلال تقوية عضلات صوتك – عن طريق القراءة بصوت عال في المنزل. عندما تفعل ذلك، ركز على إبراز صوتك بوضوح. صدق أو لا تصدق، هذا سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة عند التحدث مع الآخرين

٦. ضع أهدافاً قابلة للتحقيق

تذكر كيف قلت إن أفضل طريقة للتغلب على القلق والخجل الاجتماعي هو اتباع نهج تدريجي؟ إن التوجه إلى أول فتاة تُعجبك، وتحاول أن تجري محادثة معها فوراً، ليست بطريقة لطيفة للتغلب على خوفك. بدلا من ذلك، ضع أهدافاً صغيرة قابلة للتحقيق تدريجيا للحصول على مزيد من الراحة الاجتماعية. فيما يلي بعض الأفكار

ابتسم لعشرة أشخاص خلال أسبوع

اسأل خمسة اشخاص لتبدأ حديث

تواصل بالعين مع شخص جذاب

اسأل مدير المحاسبة، أو مدير المبيعات، أو النادل أو الموظف كيف يمضي يومه

قل مرحبًا لثلاثة من الغرباء الذين مررتهم خلال اليوم

تذكر أن تفكر في النتائج بعد تحقيق أهدافك الصغيرة. اكتب كيف شعرت وكيف استجاب الناس لك في دفتر ملاحظاتك

٧. ركز على ما يمكنك تقديمه

إذا كنت تتابعني منذ فترة، فقد سمعتني أتحدث عن عقلية المتسول. وهي أنك تأخذ شيئًا من الآخرين خلال تحدثك معهم بدلا من أن تضيف قيمة لهم – تأخذ دون أن تعطي. وبدلاً من ذلك، كن مع عقلية المانح، والتي تقر بأن وجودك وأذنك المستمعة للآخر هي هدية له. يمكنك أيضًا تظهر التقدير للآخر من خلال إظهار التحيات الخالصة، وبكل بساطة أن تكون لطيفاً 

كم كان مهماً تفكيري الإيجابي ومعرفتي لكيفية التواصل الصحيحة

كنت في الفصل القبل الأخير من دراستي للماجستير في الولايات المتحدة عندما علمت أن ابني الصغير يحتاجني كثيرا، مما سيرغمني أن أقطع دراستي كاملة لأتفرغ له. وقتها توجهت لبروفيسور كيتيرير – كفيلي وأخبرته القصة، واقترحت أن أكمل هذا الفصل عن بُعد، وأن باستطاعتي تقديم عروضي وفروضي عن طريق فيديوهات مصوّرة، فنصحني بأن أتكلم مع عميدة الكلية صاحبة الشخصية القوية، وصعبة الإقناع، وقال: “عبير، أدعو لك من كل قلبي، فالدكتورة كلارك لا يمكن أن تقتنع بهكذا فكرة”. فطبعاً كلامه أقلقني، ولكن ثقتي بالله وايماني ويقيني بأن الله سيساعدني جعلني لا أفقد الأمل، فقررت أن اجرب إقناعها. انشغلت كثيرا بتحضير ماذا سأقول لها، استغرقني التفكير عدة ليالي

وفجأة، في فجر أحد الأيام وانا ادعو الله، اكتشفت بأنني كنت طوال الفترة أركز كثيرا على ماذا سأقول لها ناسية أهمية كيف سأوصل قصتي وفكرتي لها. وتكشّف أمامي ما علي فعله تماما لأحقق هدفي. فاستجمعتُ قواي وكلي يقين بأنني سأنجح. توجهتُ أولاً لبروفيسوري المادتين التي سجّلتهم لذلك الفصل، واقنعتهم بفكرتي، بل وعرضوا علي مساعدتي بإقناع العميدة. وعندما حان موعد مقابلتي مع العميدة، كنت جاهزة تماما بماهية الرسالة وكيف سأوصلها لها، وأهمها الصدق، وأن أكون حقيقية وأصيلة وثابتة وواثقة، مما جعلها لا يسعها الا أن توافق على طلبي. وأذكر تماما كلمة البروفيسيور كفيلي: “عبير، كيف سحرتها؟ لا أصدق أنك استطعتي إقناع دكتورة كلارك بهكذا فكرة، هذا شيء شبه مستحيل”. قلت له: دكتور، ذهبت لمقابلتها وانا واثقة بأنها ستوافق، كنت مليئة بالإيجابية، فلم أركز على ما أود قوله بالقدر الذي ركزت فيه على تفسير ما أود قوله بعبارات قوية فعالة، وكيف سأقولها لأجعلها تعيش وضعي معي، وصلتها ذبذباتي الصادقة وشغفي للتعليم

ما أزال أؤمن أن بإمكاننا الحصول على ما نريد حتى مع أصعب أنواع البشر، فقط من خلال التعمق بالتواصل الحرفي الفعّال. وكلما تعمّقت أكثر بهذا المجال، كلما تأكدت بأن مهما تكن رسالتنا سامية ومهمة، ولدينا جميع المهارات التقنية المطلوبة لتنفيذها، فلا نستطيع تحقيقها الّا عن طريق التفكير الإيجابي فالتواصل الحرفي الفعّال